حوار جدة بين حكومة هادي والانتقالي إلى أين..؟
يمنات – خاص
قالت مصادر دبلوماسية ان المحادثات التي بدأت اليوم الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول 2019، في مدينة جدة السعودية، بين حكومة هادي و المجلس الانتقالي الجنوبي، هي محادثات غير مباشرة، يقوم دبلوماسيون سعوديون بدور الوسيط فيها.
و أوضحت المصادر أن حكومة هادي لم تشكل وفد للمشاركة في المحادثات، رغم تواجد بعض القيادات في جدة، و انما سلمت مطالبها إلى الخارجية السعودية، التي سلمتها لوفد الانتقالي المتواجد في جدة، منذ مساء أمس.
تتمسك حكومة هادي بضرورة انسحاب قوات الانتقالي من المؤسسات و المقار الحكومية و المعسكرات في عدن و لحج و أبين، كشرط لحضور محادثات مباشرة، وفقا لبيان التحالف السعودي في 10 أغسطس/آب 2019.
و تزامن اطلاق المحادثات مع توتر عسكري في محافظة أبين، و الذي زادت حدته مساء أمس، عقب وصول قائد اللواء 39مدرع، العميد عبد الله الصبيحي إلى مدينة شقرة، و اعلانه رسميا عن معركة مع الجماعات المسلحة، في اشارة لقوات الانتقالي، و اليت عززت من تواجدها في عاصمة المحافظة مدينة زنجبار.
الانتقالي يرى في الحوار فرصة لفرض شروطه على حكومة هادي، كونه من يسيطر على الأرض، خاصة في محافظة عدن، التي اعلنها هادي عاصمة مؤقتة في بداية العام 2015.
يبادر الانتقالي المدعوم من الامارات منذ نهاية الشهر الماضي بتلبية الدعوة السعودية للحوار، وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها وفده إلى جدة. ينظر قادة الانتقالي ان الحكومة في موقف ضعيف بعد أحداث شرق منفذ العلم، و أن الرسالة وصلت للحكومة بأن أبو ظبي لن تتخلى عن الانتقالي، و أنها لن تسمح بأي تقدم عسكري باتجاه عدن، بعد غارات 29 أغسطس/آب الماضي، و هو ما سيجعله يملي شروطه، و أقلها تخلي الشرعية عن تجمع الاصلاح الذي يرى فيه الانتقالي و الامارات جماعة ارهابية، ما سيجعل هادي وشرعيته تحت رحمة الانتقالي في حال تم الاتفاق على عودة الحكومة لممارسة مهامها في عدن.
قيادات الشرعية تصعد اعلاميا منذ الليلة الماضية، في محاولة لفرض شروطها انطلاقا من أن الحرب التي تدور في البلد للعام الخامس على التوالي تجري تحت يافطة “الشرعية”، و بالتالي فإن الجميع بحاجة لها، و يجب أن يحافظوا عليها.
الأمر الواقع القائم في محافظات عدن و لحج و أبين و الذي فرضه الانتقالي بدعم اماراتي نهاية الشهر الماضي، و ان كان هو من يسيطر على المحافظات الثلاث عسكريا منذ نهاية العام 2015، لا يبدو أنه جاء برغبة الانتقالي، و انما برغبة سعودية اماراتية، و ما يدل على ذلك صمت السعودية تجاه غارات الطيران الاماراتي التي استهدف قوات هادي في عدن و أبين، و بالتالي فإن مخرجات الحوار باتت هي الأخرى رهينة لتوافق سعودي اماراتي، و ربما تكون قد أعدت مسبقا.
يبدو أن الرياض قد سوت الميدان في المحافظات الثلاث مع الانتقالي، خاصة و أن وسائل اعلام سعودية غير رسمية، لكنها أقرب لمركز اصدار القرار، باتت تهاجم حكومة هادي و تجمع الاصلاح “اخوان اليمن”، ابرزها صحيفة عكاظ.
تصريحات قيادات الشرعية، هي الأخرى يبدو أنها ليست أكثر من ظاهرة صوتية في ظل سيطرة الانتقالي على الأرض، و هو ما يتيح له و للإمارات من خلفه فرض ما تم التوافق عليه مسبقا.
و اليوم الأربعاء شدد نائب وزير خارجية حكومة هادي، محمد الحضرمي، على ضرورة أن يتم الوقوف أولا أمام انحراف دور الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية بكل جدية و شفافية. مؤكدا إن ذلك هو الطريق الصحيح من أجل إنجاح أي حوار. مؤكدا ترحيب الحكومة بدعوة السعودية للحوار مع المجلس الانتقالي، و لكن وفقا لبيان التحالف الصادر في 10 اغسطس/آب الماضي.
من جانبه نفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي وجود أي حوار مع وفد المجلس الانتقالي المتواجد في مدينة جدة السعودية. مجددا موقف الحكومة المعلن منذ اليوم الأول، بالترحيب بدعوة الحوار التي وجهتها وزارة الخارجية السعودية. مشيرا إلى أن وجود قيادات الدولة في مدينة جدة يأتي في سياق توجيهات الرئيس هادي و ضمن التواصل المستمر مع القيادة السعودية للوقوف على الأحداث الأخيرة.
وكان نائب رئيس حكومة هادي، وزير الداخلية احمد الميسري، قد أعلن في وقت سابق، اليوم في تسجيل صوتي، رفض الحكومة الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي “تحت أي ظرف كان”، وقال إن “التفاوض لن يكون إلّا مع الإمارات إن أرادت”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.